فصل: تفسير الآية رقم (66):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (63):

{تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}
{تالله لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إلى أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ} رسلاً {فَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطن أَعْمَالَهُمْ} السيئة فرأوها حسنة فكذبوا الرسل {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ} متولي أمورهم {اليوم} أي في الدنيا {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم في الآخرة وقيل المراد باليوم يوم القيامة على حكاية الحال الآتية أي لا وليّ لهم غيره وهو عاجز عن نصر نفسه فكيف ينصرهم؟

.تفسير الآية رقم (64):

{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}
{وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ} يا محمد {الكتاب} القرآن {إِلاَّ لِتُبَيّنَ لَهُمُ} للناس {الذي اختلفوا فِيهِ} من أمر الدين {وهدى} عطف على (لتبين) {وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} به.

.تفسير الآية رقم (65):

{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}
{والله أَنزَلَ مِنَ السماء مَآءً فَأَحْيَا بِهِ الأرض} بالنبات {بَعْدَ مَوْتِهَا} يبسها {إِنَّ فِي ذَلِكَ} المذكور {لأَيَةً} دالة على البعث {لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} سماع تدبر.

.تفسير الآية رقم (66):

{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنعام لَعِبْرَةً} اعتباراً {نُّسْقِيكُمْ} بيان للعبرة {مّمَّا فِي بُطُونِهِ} أي الأنعام {مِنْ} للابتداء متعلقة بـ (نسقيكم) {بَيْنِ فَرْثٍ} ثُفْلُ الكرْش {وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا} لا يشوبه شيء من الفرث والدم من طعم أو ريح أو لون أو بينهما {سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ} سهل المرور في حلقهم لا يُغَصُّ به.

.تفسير الآية رقم (67):

{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}
{وَمِن ثمرات النخيل والأعناب} ثمر {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} خمرا يسكر سميت بالمصدر وهذا قبل تحريمها {وَرِزْقًا حَسَنًا} كالتمر والزبيب والخل والدبس {إِنَّ فِي ذَلِكَ} المذكور {لأَيَةً} دالة على قدرته تعالى {لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون.

.تفسير الآية رقم (68):

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}
{وأوحى رَبُّكَ إلى النحل} وحي إلهام {أَن} مفسرة أو مصدرية {اتخذى مِنَ الجبال بُيُوتًا} تأوين إليها {وَمِنَ الشجر} بيوتا {وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} أي الناس يبنون لك من الأماكن وإلا لم تأو إليها.

.تفسير الآية رقم (69):

{ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}
{ثُمَّ كُلِى مِن كُلّ الثمرات فاسلكى} ادخلي {سُبُلَ رَبّكِ} طرقه في طلب المرعى {ذُلُلاً} جمع (ذلول)، حال من (السبل) أي مسخرة لك فلا تعسر عليك وإن توعرت ولا تضلي عن العود منها وإن بعدت وقيل من الضمير في (اسلكي) أي منقادة لما يراد منك {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ} وهو العسل {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآء لِلنَّاسِ} من الأوجاع قيل لبعضها كما دل عليه تنكير (شفاء) أو لكلها بضميمته إلى غيره أقول وبدونها بنيته وقد أمر به صلى الله عليه وسلم من استطلق عليه بطنه رواه الشيخان {إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في صنعه تعالى.

.تفسير الآية رقم (70):

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)}
{والله خَلَقَكُمْ} ولم تكونوا شيئاً {ثُمَّ يتوفاكم} عند انقضاء آجالكم {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر} أي أخسّه من الهرم والخرف {لِكَيْلاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} قال عكرمة من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة {إِنَّ الله عَلِيمٌ} بتدبير خلقه {قَدِيرٌ} على ما يريده.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)}
{والله فَضَّلَ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ فِي الرزق} فمنكم غني وفقير ومالك ومملوك {فَمَا الذين فُضّلُواْ} أي الموالي {بِرَآدّى رِزْقِهِمْ على مَا مَلَكَتْ أيمانهم} أي بجاعلي ما رزقناهم من الأموال وغيرها شركة بينهم وبين مماليكهم {فَهُمُ} أي المماليك والموالي {فِيهِ سَوَآءٌ} شركاء، المعنى ليس لهم شركاء من مماليكهم في أموالهم فكيف يجعلون بعض مماليك الله شركاء له؟ {أَفَبِنِعْمَةِ الله يَجْحَدُونَ} يكفرون حيث يجعلون له شركاء؟

.تفسير الآية رقم (72):

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)}
{والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} فخلق حواء من ضلع آدم، وسائر النساء من نطف الرجال والنساء {وَجَعَلَ لَكُمْ مّنْ أزواجكم بَنِينَ وَحَفَدَةً} أولاد الأولاد {وَرَزَقَكُم مّنَ الطيبات} من أنواع الثمار والحبوب والحيوان {أفبالباطل} الصنم {يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ الله هُمْ يَكْفُرُونَ} بإشراكهم.

.تفسير الآية رقم (73):

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)}
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} أي غيره {مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مّنَ السموات} بالمطر {والأرض} بالنبات {شَيْئاً} بدل من (رزقاً) {وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ} يقدرون على شيء وهو الأصنام.

.تفسير الآية رقم (74):

{فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)}
{فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأمثال} فلا تجعلوا لله أشباهاً تشركونهم به {إِنَّ الله يَعْلَمُ} أن لا مثل له {وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ذلك.

.تفسير الآية رقم (75):

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)}
{ضَرَبَ الله مَثَلاً} ويبدل منه {عَبْدًا مَّمْلُوكًا} صفة تميزه من الحُرِّ فإنه عبد الله {لاَّ يَقْدِرُ على شَئ} لعدم ملكه {وَمنَ} نكرة موصوفة أي حرًّا {رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّا وَجَهْرًا} أي يتصرّف فيه كيف يشاء، والأول مثل الأصنام والثاني مثله تعالى {هَلْ يَسْتَوُونَ} أي العبيد العجزة والحرّ المتصرف؟ لا {الحمد للَّهِ} وحده {بَلْ أَكْثَرُهُمْ} أي أهل مكة {لاَّ يَعْلَمُونَ} ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون.

.تفسير الآية رقم (76):

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)}
{وَضَرَبَ الله مَثَلاً} ويبدل منه {رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ} وُلِد أخرس {لاَّ يَقْدِرُ على شَئ} لأنه لا يُفهم ولا يفهِم {وَهُوَ كَلٌّ} ثقيل {على مَوْلاهُ} وليّ أمره {أَيْنَمَا يُوَجّههُّ} يصرفه {لاَ يَأْتِ} منه {بِخَيْرٍ} (ينجح) وهذا مثل الكافر {هَلْ يَسْتَوِى هُوَ} الأبكم المذكور {وَمَن يَأْمُرُ بالعدل} أي ومن هو ناطق نافع للناس حيث يأمر به ويحث عليه {وَهُوَ على صراط} طريق {مُّسْتَقِيمٍ} وهو الثاني المؤمن؟ لا، وقيل هذا مثل لله، و(الأبكم) للأصنام والذي قبله مثل الكافر والمؤمن.

.تفسير الآية رقم (77):

{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}
{وَللَّهِ غَيْبُ السموات والأرض} أي علم ما غاب فيهما {وَمَا أَمْرُ الساعة إِلاَّ كَلَمْحِ البصر أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} منه لأنه بلفظ (كن) فيكون {إِنَّ الله على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ}.

.تفسير الآية رقم (78):

{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
{والله أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أمهاتكم لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا} الجملة حال {وَجَعَلَ لَكُمُ السمع} بمعنى الأسماع {والأبصار والأفئدة} القلوب {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} على ذلك فتؤمنون.

.تفسير الآية رقم (79):

{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
{أَلَمْ يَرَوْاْ إلى الطير مسخرات} مذللات للطيران {فِي جَوّ السمآء} أي الهواء بين السماء والأرض و{مَا يُمْسِكُهُنَّ} عند قبض أجنحتهن أو بسطها أن يقعن {إِلاَّ الله} بقدرته {إِنَّ فِي ذلك لأيات لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} هي: خلقها بحيث يمكنها الطيران وخلق الجوّ بحيث يمكن الطيران فيه وإمساكها.

.تفسير الآية رقم (80):

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80)}
{والله جَعَلَ لَكُمْ مّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} موضعاً تسكنون فيه {وَجَعَلَ لَكُمْ مّن جُلُودِ الأنعام بُيُوتًا} كالخيام والقباب {تَسْتَخِفُّونَهَا} للحمل {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ} سفركم {وَيَوْمَ إقامتكم وَمِنْ أَصْوَافِهَا} أي الغنم {وَأَوْبَارِهَا} أي الإِبل {وَأَشْعَارِهَا} أي المعز {أَثَاثاً} متاعا لبيوتكم كبسط وأكسية {ومتاعا} تتمتعون به {إلى حِينٍ} تبلى فيه.

.تفسير الآية رقم (81):

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)}
{والله جَعَلَ لَكُمْ مّمَّا خَلَقَ} من البيوت والشجر والغمام {ظلالا} جمع (ظل) تقيكم حرّ الشمس {وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ الجبال أكنانا} جمع (كِنّ): وهو ما يُسْتَكَنُّ فيه كالغار والسرب {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ} قمصاً {تَقِيكُمُ الحر} أي والبرد {وسرابيل تَقِيكُم بَأْسَكُمْ} حربكم، أي: الطعن والضرب فيها كالدروع والجواشن {كذلك} كما خلق هذه الأشياء {يُتِمُّ نِعْمَتَهُ} في الدنيا {عَلَيْكُمْ} بخلق ما تحتاجون إليه {لَعَلَّكُمْ} يا أهل مكة {تُسْلِمُونَ} توحِّدونه.

.تفسير الآية رقم (82):

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82)}
{فَإِن تَوَلَّوْاْ} أعرضوا عن الإِسلام {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ} يا محمد {البلاغ المبين} الإبلاغ البيِّن وهذا قبل الأمر بالقتال.

.تفسير الآية رقم (83):

{يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)}
{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ الله} أي يُقِرّون بأنها من عنده {ثُمَّ يُنكِرُونَهَا} بإشراكهم {وَأَكْثَرُهُمُ الكافرون}.

.تفسير الآية رقم (84):

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}
{وَ} اذكر {يَوْمٍ نَبْعَثُ مِن كُلّ أُمَّةٍ شَهِيدًا} هو نبيّها يشهد لها وعليها وهو يوم القيامة {ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} في الاعتذار {وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله.

.تفسير الآية رقم (85):

{وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)}
{وَإِذَا رَأى الذين ظَلَمُواْ} كفروا {العذاب} النار {فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ} العذاب {وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} يمهلون عنه إذا رأوه.

.تفسير الآية رقم (86):

{وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)}
{وَإِذَا رَءا الذين أَشْرَكُواْ شُرَكَآءهُمْ} من الشياطين وغيرها {قَالُواْ رَبَّنَا هَؤُلآء شُرَكَآؤُنَا الذين كُنَّا نَدْعُوْا} نعبدهم {مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ القول} أي قالوا لهم {إِنَّكُمْ لكاذبون} في قولكم إنكم عبدتمونا كما في آية أخرى {مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}، {سَيَكْفُرُونَ بعبادتهم}